الجمعة 18 أبريل 2025 - 23:05
ما ضرورة وجود الإمام؟

وكالة الحوزة - تعتقد الشيعة أن طريق هداية عباد الله استمر بعد الأنبياء الإلهيين، وخاصة بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، من خلال "إمامة الأئمة عليهم السلام". فلا تخلو الأرض لحظة واحدة من وجود خليفة الله (الإمام)، الذي يتولى مسؤولية هداية العباد. فإذا كان القرآن والسنة النبوية موجودَين، فما الداعي إذن لوجود الإمام؟

وكالة أنباء الحوزة - لقد وردت أدلة كثيرة على ضرورة وجود الإمام، لكننا سنكتفي ببيان بسيط: نفس البرهان الذي يُثبِت حاجة البشر إلى النبوة، يُجيب عن ضرورة الإمامة. فمن ناحية، الإسلام هو الدين الخاتم، والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم المرسلين، مما يقتضي أن يظل الإسلام قادرًا على سدِّ جميع متطلبات الإنسان حتى يوم القيامة. ومن ناحية أخرى، فإن القرآن الكريم قد بين الأصول والكليات للأحكام والمعارف الإلهية، أما تفصيلها وشرحها فقد أوكل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.(1)

ولكن من الواضح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كقائد للمسلمين، قد بين الآيات الإلهية وفقًا لحاجات المجتمع الإسلامي في عصره. لذا، كان لا بد من وجود خلفاء أكفاء متصلين بعلم الله اللامتناهي، ليشرحوا ما لم يبينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويستجيبوا لحاجات المجتمع الإسلامي في كل عصر.

وفي حديث رواه الشيعة والسنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي؛ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَبَدًا».(2) ووفقًا لهذا الحديث، فإن وجود عترة النبي إلى جانب القرآن ضروري. كما أن الأئمة عليهم السلام هم حراس التراث النبوي والمفسرون الحقيقيون للقرآن الكريم، ليظل دين الله محفوظًا من تحريف المغرضين والأعداء، وليبقى هذا المنهج النقي صافيًا حتى قيام الساعة.

إضافة إلى ذلك، فإن "الإمام" كمثال للإنسان الكامل، هو النموذج المتكامل في جميع الأبعاد الإنسانية. والبشر في حاجة ماسة إلى مثل هذه القدوة، التي تهذبهم وترشدهم نحو الكمال الإنساني، وتحفظهم من انحرافات النفس الأمارة ومكائد الشياطين.

وفي هذا الصدد، يقول الإمام الصادق عليه السلام: «إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو إِلَّا وَفِيهَا إِمَامٌ، كَيْما إِنْ زَادَ الْمُؤْمِنُونَ شَيْئًا رَدَّهُمْ، وَإِنْ نَقَصُوا شَيْئًا أَتَمَّهُ لَهُمْ».(3)

ومما سبق، يتضح أن حاجة الناس إلى الإمام حاجة حيوية، ومن أهم وظائفه:

* القيادة وإدارة شؤون المجتمع (تأسيس الحكومة).

* حفظ الدين من التحريف وبيان تفسير القرآن الصحيح.

* تزكية النفوس والهداية الروحية للناس. (4)

يُتبع هذا البحث في الأجزاء التالية بمشيئة الله تعالى.. والجدير بالذكر أن النص مُقتبس من كتاب "نگین آفرینش" (جوهرة الخلق) مع بعض التعديلات.

لقراءة النص باللغة الفارسية اضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة


(1) يقول القرآن الكريم مخاطبًا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ» (سورة النحل: 44).

(2) بحار الأنوار، ج2، ص100.

(3) الكافي، ج1، ص178.

(4) تجدر الإشارة إلى أن "تأسيس الحكومة" من قبل الإمام المعصوم مرتبط بظروفه وملابساته، أما باقي الوظائف فتستمر حتى في زمن الغيبة، وإن كانت أكثر وضوحًا في زمن الظهور. كما أن ما ذكر هنا يتعلق بالحاجة الروحية للإمام، أما الحاجة الكونية لـ"وجود الإمام" فستأتي في مناقشة "فوائد الإمام الغائب" إن شاء الله.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha